ليلةٌ من ليالي الشِّتاءِ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
السَّماءُ هٰذهِ الليلةَ بَارِدَةٌ ..
الظَّلامُ لمْ يكُنْ دامِساً ..
القمرُ مُختَبِئٌ بينَ الغُيومِ ..
يُضِيءُ بِترَجْرُجٍ ..
فأدَّثرتُهُ بِمِعطَفي الأَصوَفِ ..
ونظراتي كلّها مَشْدودَةٌ إليهِ ...
المطرُ هذه الليلة أخْلفَ وَعدَهُ ..
هوَ لمْ يُؤمِنْ بِريحِ الشَّمالِ ..
وربَّما أتعبَهُ الهَطلُ المُتَكَرَّرُ ..
أو شَيءٌ منَ الغُنْجِ ..
أو ارتِباكٌ ..
لكنَّهُ أحبَّني ولمْ يُكذِّبِ الخَبَرَ ...
فقدْ تَجَهَّمَتِ السَّماءُ ..
الابتسامةُ مَمنوعةٌ ..
غيومٌ كثيرةٌ وَصَلتْ ..
بدأتْ تمتلِىءُ الفراغاتُ ..
ولا شيءَ بعدُ يتَّسِعُ ...
بدأ الليل يَكفهِرُّ ..
زجَّ بِمِزيدٍ من التَّوابِعِ ..
فأتَتْ ريحٌ علىٰ عَجَلٍ ..
تَحمِلُ في جُعبَتِها الاضطرابَ ..
هيَ تبدو حانِقةً ..
فلمْ يبقَ أحدٌ في السَّماءِ ..
لكنَّ الرُّعودَ لا تعرفُِ الانهزامَ ..
فَضَحِكَتْ بأفواهِ الجانِ المُفزِعِ ...
وبدأتِ الأسطورةُ ...
ضُرِبَتْ كؤوسَ المَحفَلِ ..
تعالَتْ أصواتُ الجُموحِ ..
فدوزنَتِ الرِّيحُ أوتارَها ..
هيَ تُريدُ أن تُجاهِرَ بالهَوْلِ ..
طفقَتْ تلطِمُ بِمَكْرٍ ..
تُزَمجِر بصريرِ أسنانِها ..
تَزعقُ ..
تنبُشُ البلاءَ ..
وفجأةً ..
إلتهمَتْ بشراسةٍ كَبِدَ السَّماءِ ...
صرختْ ابنةُ الليلِ ..
مزِّقَتْ أرديَتَها ..
واستَطَارتَ كلُّ الأشياءِ ...
فاعتِصَرَتِ السَّماءُ أحشَائَها ..
شَرِبَتْ الحَنَقَ علىٰ مَهْلٍ ..
وهَطَلتْ بِمِلءِ تَوَجُّعِها ..
فارَتْ الخَوابي ..
وغَرِقتْ النَّوافذُ ...
فِفَطِنَ الريحُ ..
تَفَقَّدَ شجرةَ الصَّفصَافِ ..
جَسَّ أنفاسَها المُنهَكةَ ...
عَسَىٰ أن تكونَ على قَيْدِ الحياةِ ...
حَزِنَ قليلاً ..
خَلعَ اهتياجَهُ الفَائِتِ ..
بدأَ التَّرحَالُ ..
انفلت الصَّمتُ ..
فَأبَانَ القَمَرُ وجْهَهُ ..
ولاذَ الجَانُّ المُفزِعُ بالفَرارِ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
السَّماءُ هٰذهِ الليلةَ بَارِدَةٌ ..
الظَّلامُ لمْ يكُنْ دامِساً ..
القمرُ مُختَبِئٌ بينَ الغُيومِ ..
يُضِيءُ بِترَجْرُجٍ ..
فأدَّثرتُهُ بِمِعطَفي الأَصوَفِ ..
ونظراتي كلّها مَشْدودَةٌ إليهِ ...
المطرُ هذه الليلة أخْلفَ وَعدَهُ ..
هوَ لمْ يُؤمِنْ بِريحِ الشَّمالِ ..
وربَّما أتعبَهُ الهَطلُ المُتَكَرَّرُ ..
أو شَيءٌ منَ الغُنْجِ ..
أو ارتِباكٌ ..
لكنَّهُ أحبَّني ولمْ يُكذِّبِ الخَبَرَ ...
فقدْ تَجَهَّمَتِ السَّماءُ ..
الابتسامةُ مَمنوعةٌ ..
غيومٌ كثيرةٌ وَصَلتْ ..
بدأتْ تمتلِىءُ الفراغاتُ ..
ولا شيءَ بعدُ يتَّسِعُ ...
بدأ الليل يَكفهِرُّ ..
زجَّ بِمِزيدٍ من التَّوابِعِ ..
فأتَتْ ريحٌ علىٰ عَجَلٍ ..
تَحمِلُ في جُعبَتِها الاضطرابَ ..
هيَ تبدو حانِقةً ..
فلمْ يبقَ أحدٌ في السَّماءِ ..
لكنَّ الرُّعودَ لا تعرفُِ الانهزامَ ..
فَضَحِكَتْ بأفواهِ الجانِ المُفزِعِ ...
وبدأتِ الأسطورةُ ...
ضُرِبَتْ كؤوسَ المَحفَلِ ..
تعالَتْ أصواتُ الجُموحِ ..
فدوزنَتِ الرِّيحُ أوتارَها ..
هيَ تُريدُ أن تُجاهِرَ بالهَوْلِ ..
طفقَتْ تلطِمُ بِمَكْرٍ ..
تُزَمجِر بصريرِ أسنانِها ..
تَزعقُ ..
تنبُشُ البلاءَ ..
وفجأةً ..
إلتهمَتْ بشراسةٍ كَبِدَ السَّماءِ ...
صرختْ ابنةُ الليلِ ..
مزِّقَتْ أرديَتَها ..
واستَطَارتَ كلُّ الأشياءِ ...
فاعتِصَرَتِ السَّماءُ أحشَائَها ..
شَرِبَتْ الحَنَقَ علىٰ مَهْلٍ ..
وهَطَلتْ بِمِلءِ تَوَجُّعِها ..
فارَتْ الخَوابي ..
وغَرِقتْ النَّوافذُ ...
فِفَطِنَ الريحُ ..
تَفَقَّدَ شجرةَ الصَّفصَافِ ..
جَسَّ أنفاسَها المُنهَكةَ ...
عَسَىٰ أن تكونَ على قَيْدِ الحياةِ ...
حَزِنَ قليلاً ..
خَلعَ اهتياجَهُ الفَائِتِ ..
بدأَ التَّرحَالُ ..
انفلت الصَّمتُ ..
فَأبَانَ القَمَرُ وجْهَهُ ..
ولاذَ الجَانُّ المُفزِعُ بالفَرارِ ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق