الأحد، 13 يناير 2019

تدلل /بقلم الشاعر جواد يونس


تدلل

تدلَّل ... كم يليقُ بكَ الدلالُ!
فلم يوهَب لغيرِكَ ذا الجَمالُ

ولولا خشيتي شِركًا بربي
لقلتُ: تمامُ حسنِكَ ذا كَمالُ

تدلَّل ... واخترع ما شئتَ، واصنع
بحِبِّكَ ما تشاءُ .... فذا حلالُ

إذا مَن في جمالكَ لم يُدلَّل
لِمن خُلِقَ التغنُّجُ والدلالُ؟!

=====

رياح الشوق تعصفُ بالحَنايا
وما لسِواهُ تهتزُّ الجِبالُ

وأسأل خافقي: لمَ لستَ تنسى؟!
فيهمس لي: إجابتيَ السُؤالُ!

ولا أدري إلى النسيان نهجًا
وأعلم أنهُ الدَّربُ المُحالُ

هداني الله أن أبقى وفيًّا
وهل بعدَ الهُدى إلا الضلالُ؟!

=====

وقالوا: لم تصفها، قلتُ: أنّى
وفي أوصافها حارَ المقالُ؟!

ولا يوفي لها ما قيلَ قبلي
من الأشعارِ أو ما قد يُقالُ

ولو حوتِ القصيدةُ ألفَ بيتٍ
ففي وصفي محاسنَها اختِزالُ

فليس كمثلها، في الحُسنِ، شيءٌ
وينقصُ من مَحاسنِها المثالُ

ومن أين المثال لحُسنِ خَودٍ
يزيدُ جمالَها الفذَّ الجَلالُ؟!

فليس كقدِّها مِن غُصنِ بانٍ
ولا رمحٌ رُدَينِيٌ يُشالُ

وليس كشَعرِها إن أطلقَتهُ
ليالي العاشقِ الدَّنِفِ الطِّوالُ

ولا شمسُ الربيعِ كَمثلِ وَجهٍ
إذا أفَلتْ تُضاءُ بهِ التِّلالُ

وليس كوجهِها مِنْ بدرِ تِمٍّ
فقبلَ النَّقصِ يأتي الِاكتمالُ

وليس كخدِّها روضٌ بهيجٌ
فإن لم يُسقَ تصرِمهُ الرِّمالُ

وليس كطيبِها أرَجٌ لوردٍ
ولا مِسكٌ يجودُ بهِ غزالُ

=====

وما كعيونُها عينا مَهاةٍ
يُرى فيها الرَّضاءُ وَالِانفعالُ

وَلا قوسٌ بدقَّةِ حاجبَِيها
لها خرَّ الصناديدُ الرجالُ

يُبشِّرني بعيدي حاجباها
فعيدُ مفارقِ الحِبِّ الوِصالُ

إذا هلّا يكبِّرُ شغفُ قلبي
فإنَّ العيدَ يُثبتُهُ الهِلالُ

وما كالهُدبِ فوق عُيونِها مِنْ
سِهامٍ، لا تُصدُّ، ولا نِبالُ

وليس كأنفِها سيفٌ، فكم من
سيوفٍ لم يُجرِّدها قِتالُ

وليس كثغرِها توتٌ شهيٌّ
فما للتوتِ للشوقِ احتمالُ

وليس كريقِها شهدٌ، وخمرٌ
فذا العسلُ المصفّى، والحلالُ

الظهران، 13.1.2019 جواد يونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق